الخميس، 5 مايو 2016

دروس التاريخ أولى باك علوم ALL



    تندرج أحداث التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها ضمن الحقبة المعاصرة المبتدئة مع الثورة الفرنسية والمنتهية مع سقوط الاتحاد السوفياتي
                                                                                          فأين يتأطر موضوع دراستنا زمكانيا؟
وما السؤال الإشكالي العام للبرنامج والأسئلة المتفرعة عنه؟



        I.            توطين موضوع البرنامج في الزمان

يتطرق برنامج التاريخ لهذه السنة إلى أهم الأحداث التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و 20 وانعكاساتها على إفريقيا والعالم الإسلامي إذ يمكننا أن نميز بين:

+ العالم الرأسمالي:تتجلى بعض الأحداث التي عرفها العالم الرأسمالي خلال هذه الفترة فيما يلي:
o      
o        انعقاد مؤتمر فيينا لإعادة النظر في الخريطة السياسية لأوربا
o        تحقيق مجموعة من الاختراعات التقنية بفعل الثورة الصناعية
o        اشتداد التنافس الإمبريالي
o        اغتيال ولي عهد النمسا واندلاع الحرب العالمية الأولى ثم الثانية والحرب الباردة
o        انهيار الاتحاد السوفياتي
+ المشرق العربي والمغرب تتجلى أهم الأحداث التي عرفتها المنطقة فيما يلي:
o        صدور بعض الجرائد العربية
o        احتلال الجزائر سنة 1830
o        انهزام المغرب في معركة إيسلي أمام الجيوش الفرنسية
o        انتعاش اليقضة الفكرية في المشرق العربي
o        تزايد الظغوط الأوربية على المغرب وفرض الحماية الفرنسية عليه 
.. استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية

       II      توطين المجال الجغرافي لأحداث  البرنامج.
يشمل المجال الجغرافي للبرنامج مختلف قارات العالم بدءا بانتشار الرأسمالية بأوروبا على الخصوص والمناطق التي تأثرت بالتحولات الرأسمالية داخل أوروبا أو خارجها( الولايات واليابان ) والمناطق التي تعرضت للضغوط الاستعمارية وردود أفعالها اتجاه هذه الضغوط سواء تعلق الأمر بالمشرق العربي أو المغرب



    JJJ.            إشكالية موضوع البرنامج

·         ما هي التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها على العالم الرأسمالي وخارجه على المستويات الإقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية خلال القرنين 19 و 20 ؟

خلاصة القول سنتمكن من خلال مجزوئتي البرنامج من :
ü      التعرف على أهم التحولات التي شهدتها أوربا الغربية اقتصاديا واجتماعيا وفكريا خلال القرنين 19و20
ü      مقاربة التنافس الامبريالي في شموليته من حيث الأسس والوسائل والآليات والامتداد الجيو تاريخي
ü      معرفة أهم الأزمات الدولية خلال القرنين السابقين الذكر من خلال حربين كونيتين
ü      قياس الأثر الاستعماري على المغرب خاصة من حيث الضغوط والاستغلال الذي تعرض له
جهود المغرب من اجل تحقيق الاستقلال واستكمال وحدته الترابية .


المجزوءة الأولى

المحور الأول

الوحدة 1: التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19 و20م

الوحدة 2: التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم في القرن 19م

الوحدة 3: التنافس الإمبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى

المحور الثاني

الوحدة 4: اليقظة الفكرية بالمشرق العربي

الوحدة 5: الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح


المجزوءة الثانية

المحور الأول

الوحدة 6: أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

الوحدة 7: الحرب العالمية الثانية: الأسباب والنتائج

المحور الثاني

الوحدة 8: نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري

نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية


ملف

2 - التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الفكرية
في العالم خلال القرن 19
            مقدمـة :
   عرف العالم خلال القرن 19 تحولات كبرى مست الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية ساهمت في تعزيز النظام الرأسمالي.
-        فما هي هذه التحولات؟
-        وأين تظهر دعائم ازدهار النظام الرأسمالي وانعكاساتها؟                         
І ـ التحولات الاقتصادية للعالم الرأسمالي خلال القرن 19:
 1-
  تطور القطاع الفلاحي:
 عرف القطاع الفلاحي تطورات مهمة تمثلت في سلسلة من الاختراعات أدخلت تقنيات وأساليب زراعية جديدة باستعمال آلة الدرس والحصاد والأسمدة الكيماوية مع إتباع نظام التناوب الزراعي وإراحة الأرض وتنويع المحاصيل، مما ساهم في الرفع من حجم الإنتاج وجودته ومردوديته.  2-  تطور القطاع الصناعي:
ظهرت مصادر طاقة جديدة، حيث تم استعمال الكهرباء لتحريك الآلات التي عوضت العمل اليدوي فظهرت المعامل الكبرى، مما انعكس على القطاع الصناعي الذي عرف ارتفاعا كبير في كمية الإنتاج وتحسن جودته

3- تطور القطاع التجاري والمالي:
فتح التطور التجاري المجال لازدهار القطاع التجاري بين أوربا وباقي دول العالم، مما أدى إلى إتباع نظام التبادل الحر الذي خلق صراعات بين الدول الرأسمالية للسيطرة على الأسواق العالمية.
عرفت التجارة الخارجية تطورا مهما بظهور المتاجر الكبرى وتحديد الأسعار وتحفيز الاستهلاك بالإشهار والبيع بالمصارفة.
شهد القطاع المالي تحولات مهمة خلال القرن 19، حيث أصبحت الأبناك تساهم في الاستثمارات وتتحكم  في النظام الرأسمالي فظهرت الشركات المجهولة الإسم وشركات الأسهم والبورصة وتطورت ظاهرة التركيز الرأسمالي .
هكذا عوضت الرأسمالية المالية باقي أشكال النظام الرأسمالي السابقة التجارية و الصناعية. 
ІІ ـ العوامل المفسرة للتحولات الاقتصادية للرأسمالية خلال القرن 19 وبداية القرن 20:
تداخلت مجموعة من العوامل المختلفة في تفسير التحولات الاقتصادية المعززة للرأسمالية، فهناك:
1- عامل التقدم العلمي والتقني:
عرف القرن 19 اختراعات تقنية وعلمية جديدة اسْتُغِلت في تطوير القطاع الصناعي وغيرت من طريقة الإنتاج والنقل والتوزيع حيث ارتفعت قيمة الإنتاج وتحسنت جودته وقلت كُلفته، فأدت المردودية المالية للقطاع الصناعي إلى تعزيز النظام الرأسمالي.
 2- دور العوامل التنظيمية:
تعزز النظام الرأسمالي بنهج الاقتصاد الليبرالي المعتمد على الملكية الفردية وحرية الإنتاج وقانون العرض والطلب ومنطق المنافسة والبحث عن الربح اعتمادا على التقليل من تكاليف الإنتاج والرفع من الجودة بالاستمرار في البحث العلمي والاستثمار الرأسمالي، فحلت المصانع الكبرى محل المانيفاكتورات (الورشات).
للتغلب على تكاليف الإنتاج والتحكم في الأسعار، اتجهت المؤسسات الصناعية نحو الاندماج، فظهر التركيز الرأسمالي بكل أشكاله (أفقي، عمودي، هولدينغ).
3- ثورة المواصلات ودورها في التحولات الاقتصادية:
 أحدث اختراع السكة الحديدية ثورة اقتصادية بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ازدهرت المبادلات التجارية، وسهل نقل البضائع والمسافرين.
أدى ظهور السفن البخارية إلى تطور النقل البحري ونمو التجارة البعيدة المدى عبر العالم.
4- دور الفاعلون الجدد (الأبناك والشركات):
  بدأت الأبناك انطلاقا من القرن 19 تتحكم في الاستثمارات الكبرى والمشاريع الضخمة وتسير المقاولات وأصبح أصحابها هم المتحكمون في دواليب الاقتصاد والسياسة، كما أصبحت الشركات المتعددة الجنسية وشركات الأسهم هي المحرك للرأسمالية المالية.
هؤلاء الفاعلون الجدد ساهموا بشكل كبير في ازدهار النظام الرأسمالي وتطور خلال القرن 19 داخل وخارج أوربا.
ІІ ـ الانعكاسات الاجتماعية والفكرية لتطور الاقتصاد الرأسمالي:
1- التحولات الاجتماعية:
  عرفت أوربا انفجارا ديمغرافيا كبيرا، حيث تضاعفت الساكنة عدة مرات بسبب ارتفاع نسبة المواليد وانخفاض نسبة الوفيات بعد تحسن المستوى المعيشي والتطور الطبي .أدى الازدهار الصناعي والهجرة القروية إلى ازدياد عدد سكان المدن، فظهرت التجمعات الحضرية الكبرى (باريس، لندن..).تميزت المجتمعات الأوربية بظهور طبقتين اجتماعيتين متناقضتين: طبقة بورجوازية غنية وطبقة عاملة "بروليتاريا" معرضة للاستغلال وتعيش ظروفا مزرية.
 2- التحولات الفكرية:
ساهم تدهور أوضاع الطبقة العاملة في ظهور تيارات فكرية اشتراكية، ومنها التيار الاشتراكي الطوباوي المطالب بالحد من الاستغلال الرأسمالي وإقامة نظام اجتماعي عادل بعد إنهاء دور الدولة. في حين كان التيار الاشتراكي العلمي يرى تطور الصراع الطبقي سينتهي حتما بانتصار الثورة البروليتاريا وانهيار الطبقة البورجوازية.
مقابل الأفكار الاشتراكية ظهرت تيارات ليبرالية تنادي بالحرية الاقتصادية للفرد دون الخروج عن القوانين وحرية المبادلات العالمية والبحث عن البيع بأعلى الأسعار.
3- تطور الطبقة العاملة وظهور النقابات:
ظهرت الحركات العمالية كرد فعل على معاناة العمال وظروف عملهم القاسية، ثم تطور الوعي العمالي إلى تشكيل تنظيمات نقابية تدافع عن حقوق العمال وتطالب بتحسين ظروف عملهم مستخدمة أساليب نضالية متنوعة كالتفاوض المسيرات والإضرابات والتحالف مع الأحزاب الاشتراكية، ونجحت في الحصول على عدة مكتسبات كحق الانتماء النقابي والإضراب وتحديد الأجور وساعات العمل والتأمين عن المرض والحوادث وحق الحصول ع
لى التقاعد...
خاتمـة: 
أدت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي عرفتها أوربا خلال القرن 19 إلى تحولات سياسية ستؤهلها لترسيخ أسس الديمقراطية الداخلية ونهج التوسع الامبريالي خارجيا.
***********************************************************
3 – التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى
مقدمـة :
أدت التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفتها أوربا الغربية خلال القرن 19 إلى اتجاه دولها نحو التنافس حول المستعمرات، مما أدى إلى توثر العلاقات الدولية واندلاع الحرب العالمية الأولى.
-         فما هي أهم مظاهر التنافس الإمبريالي ووسائله؟
-        و ما هي الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى؟                         
I ـ مظاهر التنافس الإمبريالي ووسائله:
1- تعددت مظاهر التوسع الإمبريالي:
تطورت الرأسمالية الأوربية خلال القرن 19 نحو التوسع الامبريالي للحصول على المواد الأولية وتصريف المنتجات الصناعية، فظهرت قوى استعمارية تتنافس حول تقسيم مناطق النفوذ (فرنسا، إنجلترا، ألمانيا روسيا...).
وقد تركز التنافس في البداية حول إفريقيا خاصة بعد احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830م، ثم اتجه نحو المناطق الحيوية بآسيا كالهند.
تعددت مظاهر التنافس الإمبريالي واختلفت ما بين تنافس اقتصادي يسعى للاستيلاء على المواد الأولية وأسواق المواد المصنعة ومجالات تصريف الفائض المالي، وتنافس سياسي تجلى في ظهور نزاعات إقليمية وترابية بين مجموعة من الدول غذتها النعرات القومية والحسابات الإقليمية.
 2- اختلفت أساليب ووسائل التوسع الإمبريالي:
لتحقيق أطماعها التوسعية نهجت الدول الإمبريالية عدة أساليب منها:
سياسة التحالفات للتنسيق ومواجهة الأطراف المعادية، ويمكن التمييز خلال هذه المرحلة ما بين نظام
الأحلاف البيسماركي بقيادة ألمانيا مع روسيا والنمسا (1881، 1884، 1887م)، ثم مع النمسا وإيطاليا سنة 1882، مقابل الحلف الفرنسي مع إنجلترا وروسيا (1981، 1907م).بالإضافة إلى سياسة الأحلاف نهجت الدول الاستعمارية أسلوب المؤتمرات والاتفاقيات والمعاهدات التجارية والاستعمارية لتسوية خلافاتها وتوزيع مناطق نفوذها كمؤتمرات برلين (1876، 1885) مؤتمر مدريد (1880)، مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906)، ثم أخيرا الاتفاق الودي بين فرنسا وبريطانيا سنة 1904 لتسوية خلافاتهما حول مصر والمغرب.
 كان التسابق نحو التسلح تحسبا لحرب محتملة من الوسائل التي نهجتها كل الأحلاف، وتجلى ذلك في تطوير القدرات البشرية والعسكرية وتطوير الصناعات الحربية.
استعملت الدول الامبريالية كذلك أسلوب التغلغل الاقتصادي عن طريق توظيف رؤوس الأموال وتطوير شبكة المواصلات وإبرام المعاهدات التجارية مع الدول المستهدفة.               
ІІ ـ الأزمات الدولية واندلاع الحرب العالمية الأولى:
1- الأزمات السياسية الكبرى:
شكلت الأزمة المغربية الأولى (1905) والثانية (1908) إحدى أهم الأزمات التي وثرت الوضع الدولي قبل الحرب.
كانت زيارة كيوم الثاني لمدينة طنجة دفاعا عن المصالح التجارية الألمانية وتأكيد استقلال المغرب سببا في اندلاع الأزمة الأولى، أما أزمة 1908 فنتجت عن نزول البارجة الألمانية 
Panther بميناء أكادير احتجاجا على التدخل العسكري الفرنسي بفاس.
نتجت أزمة البلقان الأولى (1908) عن ضم النمسا للبوسنة والهرسك مما أثار احتجاج الصرب، أما أزمة البلقان الثانية (1913)، فجاءت بسبب اشتداد النزعات القومية ضد تركيا وتضارب المصالح بشرق أوربا (صربيا، بلغاريا، اليونان، تركيا).

2- اندلاع الحرب العالمية الأولى:
شكل اغتيال طالب صربي لولي عهد النمسا فرانسوا فرديناند وزوجته خلال زيارتهما لصربيا يوم 24 يونيو 1914 وفرض النمسا لشروط تمس بسادة وهيبة صربيا سببا مباشرا في اندلاع الحرب العالمية الأولى بأوربا بعد أن كانت الأحلاف المشكلة تنتظر  ذريعة تحقيق أطماعها التوسعية، حيث سيطرت اليابان على مناطق بالشرق الأقصى والتحقت الولايات المتحدة بالحرب بجانب الحلفاء سنة 1917، في وقت خرجت منها روسيا بعد توقيع الاشتراكيين لمعاهدة هدنة مع ألمانيا، لتنتهي الحرب بانتصار الحلفاء بعد انهزام ألمانيا سنة  1918.   
خاتمـة: 
أدى التنافس الامبريالي واشتداد التناقضات والأزمات العالمية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي خلفت خسائر بشرية واقتصادية وتحولات سياسية واجتماعية.
**********************************************************
4 – اليقظة الفكرية في المشرق العربي
التمهيد الإشكالي:
    عرف المشرق العربي نهضة فكرية خلال القرن 19. فما هو مفهوم النهضة الفكرية؟ ماهي العوامل الممهدة لبعث اليقظة الفكرية ببلدان المشرق العربي؟ ماهي العوامل المساعدة على انتشار أفكارها ؟ ماهي الأسس التي قامت عليها؟ وماهي التيارات التي عبرت عنها؟ ما هو دور هذه الحركة في التطورات الفكرية التي عرفتها المنطقة العربية أنداك ؟
1-    ساعدت عدة عوامل في بعث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م
أ- العوامل السياسية:
الحملة الفرنسية على مصر+ ضعف السلطة العثمانية وتزايد الأطماع الأوربية على الإمبراطورية العثمانية + سياسة التعصب للعنصر التركي على حساب باقي الأجناس التي تدخل تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.
رافق ذلك قيام كل من مصر وتونس بعدة إصلاحات.
ب- العوامل الثقافية:   
ظهور جمعيات ثقافية (الجمعية العلمية السورية) + إحياء اللغة العربية وقواعدها ،انتشار المدارس +إدخال المطبعة وظهور الصحافة.+دور البعثات الطلابية المصرية المتنورة بأفكار الحضارة الغربية.
يعتبر "بطرس البستاني" و"ابراهيم
 اليازجي" من بين رواد الحركة الفكرية.
ج- العوامل الاجتماعية:
ظهور طبقات اجتماعية وسطى في سوريا ،لبنان، مصر+ تزايد الشعور القومي ضد سياسة التتريك + تزايد نشاط البعثات المسيحية + تعليم المرأة  ◄▬  انتشار روح الإستقلال في أوسط الشباب.
2-    ساهمت عدة عوامل في انتشار أفكار اليقظة الفكرية التي امتدت إلى مصر
أ‌- دور " محمد علي" :
تبنى مشروعا نهضويا بقيامه بإرسال بعثات طلابية إلى أوربا  وتشجيعه لحركة الترجمة ونقل المعرفة ونشرها + نقل العلم الحديث إلى مصر . ويعتبر مشروع محمد علي  قاعدة للمشروع النهضوي الذي تبناه العديد من المفكرين في باقي الأقطار العربية.
ب‌-    دور أبناء الشام:
هجرة العديد من المثقفين الشاميين إلى مصر ومساهمتهم في إغناء الحياة الفكرية بمصر (تأسيس صحف : الأهرام+ دارالهلال..).
ج- دور بعض المفكرين المصريين :
" رفاعة الطهطاوي"  يعتبر من مؤسسي اليقظة الفكرية بتشجيعه للعلم  ودعوته لتعليم المرأة وخروجها إلى العمل + دعوته إلى التحلي بعد قيم سامية : الحرية ،ضمان العيش الكريم ،زرع قيم المواطنة...   
 3 ـــ أفكار التيار السلفي
     يمكننا معرفة مبادئ وأسس التيار السلفي من خلال أفكار أقطاب حركة اليقظة الفكرية بالمشرق وهم:"محمد عبده""عبد الرحمان الكواكبي""جمال الدين الأفغاني".
أ-"محمد عبده" (1849/1905م).
دعا إلى تفسير القرآن تفسيرا صحيحا لتصحيح الاعتقاد  وبالتالي تصحيح السلوكات  الفردية .إذ أكد أن علاج الأمة رهين بتهذيب الأخلاق. و أن التربية هي المدخل الرئيسي لإصلاح أوضاع الأمة الإسلامية.
ب-"عبد الرحمان الكواكبي" (1849/1903م). دعا إلى الاقتداء بالسلف الصالح (الخلفاء الراشدين خاصة أبي بكر وعمر).
كما انتقد الفوارق الاجتماعية (وجود محتكرين مستبدين، مقابل فئات اجتماعية فقيرة)
ج- "جمال الدين الأفغاني" (1839/1897). دعا إلى الاتحاد بين المسلمين وتكوين تحالفات بينهم ،من أجل الدفاع عن مصالح الأمة. و الاستفادة من تقدم الغرب، وكتم أسرار تقدم الأمة الإسلامية .كما دعا إلى التشبث بالدين الإسلامي وذلك بالرجوع إلى قواعده و والأخذ بأحكامه(العودة إلى الأصول ونبذ البدع وتوسيع دائرة المعارف).
4- مبادئ التيار العلماني:
- نقد الاستغلال والمطالبة بالمساواة والحرية باعتبارهما عنصرين متلازمين .
- الدعوة إلى تنظيم السلطة على أسس عصرية أي الحكم باعتماد القوانين المتفق عليها من طرف ممثلي الشعب واعتبرا الشعب سيدا في الدولة.
- رفض الحكم على أسس عقائدية أو إيديولوجية  (الدين مثلا).
- الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة(السياسة) كشرط للتقدم.
5-دور اليقظة الفكرية في التطورات الفكرية التي عرفها المشرق العربي:
قامت فكرة القومية في إطار مشروع سياسي نهضوي ساهمت في بلورته عدة جمعيات أدبية وعلمية وصبغته الثورية ،كما ساهمت عوامل تاريخية في بلورة هذا الوعي (سياسة التتريك نموذجا).
- ازداد الإقبال السياسي في عملية الإصلاح ، حيث أسندت لرموز النهضة (الزعماء) مناصب سامية في الدولة.
 خاتمة          
 ساهمت أفكار رواد الحركة الفكرية بالمشرق العربي في حدوث نهضة عربية (إحياء اللغة العربية + تزايد الجمعيات العلمية والأدبية +الدعوة إلى عدة قيم : الحرية، المساواة، المواطنة. .بروز تيارات فكرية علمانية وسلفية..).
***************************************************************
5 – الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح
            مقدمـة :
 تعرض المغرب منذ القرن 19م لضغوطات استعمارية فرضت عليه القيام بعدة محاولات إصلاحية.
-        فما هي مظاهر الضغوط الاستعمارية التي تعرض لها المغرب؟
-        و ما هي محاولات الإصلاح التي قام بها المخزن وحصيلتها؟                         
I ـ تعرض المغرب لعدة ضغوط استعمارية خلال القرن 19م:
1- الضغوط العسكرية:
شنت الدول الأوربية الاستعمارية خلال القرن 19 حربين على المغرب، هما: معركة إيسلي و حرب تطوان:
- معركة إيسلي: حاول السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام مساعدة مقاومة الأمير عبد القادر
 الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، فدخل في مواجهة مباشرة مع فرنسا يوم 12 غشت 1844م، انتهت بانهزام المغرب وتوقيعه لمعاهدة للامغنية (18 مارس 1845م)، التي تضمنت مجموعة من الشروط ركزت على تسوية مشكلة الحدود بين المغرب والجزائر وتركت الجزء الجنوبي غامضا لإتاحة الفرصة أمام التوغل الفرنسي في التراب المغربي.
- حرب تطوان: شنت إسبانيا حربا على المغرب ما بين 1854 و 1860م، انتهت بانهزامه
 واحتلال مدينة تطوان كما فرضت عليه معاهدة صلح قاسية تضمنت دفع غرامة مالية (20 مليون ريال) والتنازل عن أراضي بالجنوب المغربي.
 2- الضغوط الديبلوماسية:
   ضغطت الدول الأوربية ديبلوماسيا على المغرب، فحصلت على مجموعة من الامتيازات التجارية بعد توقيعه على عدة اتفاقيات اقتصادية خاصة مع إنجلترا سنة 1856م، التي منحتها حق استقرار تجارها وتنقلهم وسلامتهم والتقاضي أما القنصل الإنجليزي عوض القاضي المغربي. بالإضافة إلى منحهم تسهيلات جمركية حددت الرسوم في عشر (10%) مما أدى إلى تضرر الاقتصاد الوطني أمام دخول البضائع الأوربية.
استطاعت فرنسا الحصول على توقيع معاهدة بيكلار (1863) التي منحت للمغاربة الممثلين للدول الأوربية ما سمي "بالحماية القنصلية" هم وأفراد عائلاتهم يُعفون من خلالها من أداء الضرائب والمتابعة القضائية.
سنة 1880 انعقد مؤتمر مدريد الذي طالب خلاله ممثل السلطان مولاي الحسن الأول بإعادة النظر في قضية
 الحمايات الفردية إلا أن نتائجه كرستها وأضافت لأجانب حق امتلاك الأراضي بالمغرب، مما أضر كثيرا بالسيادة المغربية.                  
ІІ ـ محاولات الإصلاح المغربية وحصيلتها:
1- تعددت محاولات الإصلاح:
قام المخزن المغربي بعدة محاولات للإصلاح لمواجهة الأطماع الاستعمارية الأوربية شملت مجالات متعددة:
- الإصلاحات العسكرية: تمثلت هذه الإصلاحات في محاولة السلطانين عبد الرحمان بن هشام وابنه محمد
 في تأسيس جيش نظامي لتعويض جيش القبائل التطوعي، ثم إرسال بعثات عسكرية للتدريب بالخارج مع استقدام خبراء عسكريين أجانب وشراء اسلحة حديثة خاصة من فرنسا، إيطاليا والمانيا، وكذا الشروع في إنشاء مصانع للأسلحة بالمغرب وإعادة الاهتمام للأسطول البحري.
- إصلاحات اقتصادية: ركزت الإصلاحات الاقتصادية على القطاع الفلاحي خاصة زراعة القطن والسكر وتصنيعهما واستخراج بعض المعادن (الحديد، الرصاص والفحم)، مع تطوير البنية التحتية (الطرق، والقناطر والموانئ...) وشرع  المغرب خلال عهد الحسن الأول في سك عملة مغربية بفرنسا مما ساهم في الرواج التجاري
 وتنشيط المبادلات.
- الإصلاحات الإدارية والتعليمية: عمل مولاي الحسن الأول على إصلاح إداري شمل إدارة الموانئ  وجهاز السلطة المحلية بالإضافة إلى النظام المالي (ضريبة الترتيب سنة 1884)، كما أحدث وزارات جديدة
  كالعدل والخارجية...
أسس السلطان أيضا مدارس تتنوع مناهجها التعليمية وبرامجها المدرسية، كما عمل على إرسال بعثات طلابية للخارج لاستكمال دراستهم العليا.
2- حصيلة محاولات الإصلاح:
كانت لمحاولات الإصلاح المخزنية نتائج محدودة، نظرا لعدة عوامل منها:
- كثرة المصاريف التي تطلبها الإصلاح مما أدى إلى لجوء الدولة للاقتراض من الخارج (أوربا).
- عدم رغبة الأوربيين في إصلاح الأوضاع الداخلية للمغرب، فقاموا بعرقلة الإصلاحات خدمة لأطماعهم
 الاستعمارية.
- مواجهة عناصر الإدارة المخزنية للإصلاحات التي كانت تهدد امتيازاتهم القديمة.
- موقف الفئات المحافظة (الفقهاء) من الإصلاحات لغياب فكر تجديدي في ثقافتها.
خاتمـة: 
  حاول المغرب القيام بعدة إصلاحات لمواجهة الأطماع الأوربية إلا أن عوامل داخلية وخارجية أدت إلى فشلها وسقوط البلاد تحت الاستعمار.
***************************************************
6 – أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929
مقدمـة :
أدى اشتداد التنافس الإمبريالي والأزمات التي ارتبطت به إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي نتجت عنها تحولات عميقة.
-        فما هي نتائج ومراحل هذه الحرب؟
-        و ما التطورات التي عرفتها أوربا من نهاية الحرب إلى أزمة 1929؟                         
I ـ تعددت مراحل ونتائج الحرب العالمية الأولى:
 1- مرت الحرب بمرحلتين أساسيتين:
- المرحلة الأولى (1914- 1917): تميزت بتفوق وانتصارات دول المحور بزعامة ألمانيا بفعل قوتها العسكرية البرية والبحرية، كما استخدمت خلالها الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية.
- المرحلة الثانية (1917- 1918): تميزت بانسحاب روسيا من الحرب بعد قيام الثورة البولشفية
 ودخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب مما قلب الكفة لصالح الحلفاء الذين انتصروا باستعمال أسلحة جديدة كالدبابات والمدافع والطائرات والغازات السامة، فعقدت معاهدة بريست ليتوفسك سنة 1918التي أقرت رسميا إنهاء الحرب على ألمانيا.
2- خلفت الحرب العالمية عدة نتائج:
- الخسائر البشرية: تسببت الحرب في خسائر بشرية كثيرة بسبب ارتفاع عدد القتلى (10 مليون قتيل) وأعداد هائلة من المعطوبين والجرحى والمفقودين مما أدى إلى انتشار ظاهرة الشيخوخة وتراجع نسبة السكان النشطين.- النتائج الاقتصادية: خلفت الحرب خسائر اقتصادية جسيمة بعد تدمير البنيات الاقتصادية والاجتماعية (كالمعامل والمساكن والأراضي الفلاحية والطرق)، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي وانتشار الفقر والبطالة.
 عاشت الدول المتحاربة أزمة مالية خانقة بسبب نفقات الحرب الباهضة، فازدادت مديونية الدول الأوربية بعد لجوئها للاقتراض من الخارج، كما ركزت بعض الدول على مستعمراتها لتنشيط اقتصادها.
مقابل التراجع الأوربي استفادت دول أخرى من الحرب كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
- النتائج السياسة: تفككت الأنظمة الإمبراطورية القديمة وسقطت الأسر القطاعية الحاكمة بها (روسيا،  ألمانيا، النمسا المجر ...)، كما تغيرت الحدود الترابية للقارة الأوربية بظهور دول جديدة، وقامت الثورة 
الروسية التي طبقت أول نظام اشتراكي.
عقد مؤتمر للصلح بقصر فرساي سنة 1919 الذي فرضت معاهداته شروطا قاسية على الدول المنهزمةكما أنشئت عصبة الأمم لنشر السلم والتعاون انطلاقا من المبادئ 14 للرئيس الأمريكي ولسون.
ІІ ـ عرف العالم بعد الحرب العالمية الأولى تطورات مهمة استمرت إلى غاية اندلاع أزمة 1929:
1- اندلاع الثورة الروسية وميلاد النظام الاشتراكي:
نجح البلاشفة بزعامة لينين بعد الإطاحة بالنظام القيصري لنيكولا الثاني في مارس 1917 في الاستيلاء على
السلطة في شهر أكتوبر من نفس السنة. وضع البلاشفة برنامجا ثوريا تضمن الانسحاب من الحرب العالمية الأولى ومنع الملكية الخاصة وذلك بتأميم وسائل الإنتاج ممهدا لبناء مجتمع اشتراكي.
أدت قرارات لينين إلى ظهور معارضة داخلية تزعمتها الفئات المتضررة من الثورة كالملاكين الكبار وقادة الجيش بدعم من الدول الرأسمالية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية انتهت بانتصار البلاشفة بعد القيام بعدة إجراءات كشيوعية الحرب ثم تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة.
 2 - عاشت فرنسا بعد الحرب عدة إجراءات:
خرجت فرنسا ضعيفة من الحرب العالمية الأولى بسبب تضرر اقتصادها، فارتفعت الأسعار وانتشر التضخم. من الناحية السياسية عمت الإضرابات والاحتجاجات النقابية فواجهتها الدولة بالقمع خوفا من قيام ثورة شبيهة لما حدث بروسيا، كما أن الحكومة عاشت صعوبات لعدم تحقيق توافق سياسي بين أحزابها الوطنية ورافق كل ذلك نهج سياسة صارمة اتجاه ألمانيا وتكثيف استغلال خيرات المستعمرات.
3  - تطور الأوضاع بألمانيا:
عرفت ألمانيا بعد الحرب أزمة اقتصادية خانقة بعد تراجع الإنتاج الصناعي وتزايد الدين الخارجي وثقل تعويضات الحرب، مما أدى إلى موجة من الاحتجاجات كانت حكومة فيمار المنتخبة عاجزة عن مواجهتها خاصة بعد اندلاع ثورة الشيوعيين (السبارطاكيين).هيأت الأزمة الاقتصادية والسياسية بألمانيا الظروف لبروز الحزب النازي بزعامة هتلر الذي مهد لتصاعد التطرف السياسي فاستطاع الفوز في انتخابات سنة 1933 والجمع بين كل السلطات سنة 1934.
 4 - تميزت وضعية إيطاليا بعدة خصائص:
بالإضافة إلى الأزمة السياسية عرفت إيطاليا تراجع الإنتاج الصناعي وازدياد الدين الخارجي، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة (الليرة) وانخفاض الأجور وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فانتشر السخط الاجتماعي مما عزز مكانة الحزب الفاشي بزعامة موسيليني الذي استطاع الوصول لرئاسة الوزراء سنة 1922 ووضع دعائم الديكتاتورية الفاشية.
 
ІІI - انعكاسات أزمة 1929 على الأوضاع بأوربا:
انطلقت يوم 24 أكتوبر 1929 أزمة اقتصادية كبرى من بورصة وول ستريت بعد اختلال العرض والطلب في بيع الأسهم، مما أدى إلى إفلاس الشركات والمؤسسات المالية، فانتقلت الأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى باقي البلدان الرأسمالية المرتبطة بها وعلى رأسها أوربا. تعددت نتائج الأزمة الاقتصادية بأوربا، فقد تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي وانهارت قيمة العملة وارتفع التضخم، كما ساد ركود تجاري عام. على المستوى الاجتماعي انتشرت البطالة وانخفضت الأجور وتصاعدت موجة الاحتجاجات والإضرابات . أصبحت السياسة الاقتصادية للدول الأوربية تجمع بين الليبيرالية وتدخل الدولة لتوجيه الاقتصاد، كما تزايد نفوذ الأحزاب الوطنية المتطرفة ووصل النازيون بألمانيا والفاشيون بإيطاليا للحكم.
خاتمـة: 
    ساهمت مخلفات الحرب العالمية الأولى ونتائج الأزمة الاقتصادية العالمية في حدوث تحولات كبرى  بأوربا أضعفت الأنظمة الديمقراطية وسهلت وصول الديكتاتوريات للحكم ممهدة لاندلاع حرب عالمية ثانية.
***************************************************************
7 – الحرب العالمية الثانية: الأسباب والنتائج
مقدمـة :
لم يكد العالم يتجاوز مخلفات الحرب العالمية الأولى، حتى دخل في حرب عالمية ثانية أكثر تدميرا  وذلك ما بين سنتي 1939 و 1945.
     - فما هي أسباب هذه الحرب، ومراحلها؟       
     - و ما هي أبرز نتائجها؟
I ـ تعددت أسباب ومراحل الحرب العالمية الثانية:
 1- أسباب الحرب::     
ــ مخلفات مؤتمر فرساي: تضمنت المعاهدات المنبثقة عن مؤتمر الصلح بفرساي شروطا قاسية في حق الدول المنهزمة (خاصة ألمانيا)، سواء في مسألة الحدود والاقتطاعات المالية أو التعويضات المالية الباهضة فكان رد فعل هتلر بعد وصوله للسلطة هو محاولة رد الاعتبار لألمانيا بإلغاء معاهدة فرساي والانسحاب من عصبة الأمم والعمل على تحقيق المجال الحيوي وتحدي الحلفاء بالتدخل المباشر في الحرب الأهلية الاسبانية.
ــ الأزمة الإقتصادية لسنة 1929: كانت الأزمة عامة إلا أن بعض الدول الديمقراطية كفرنسا وإنجلترا تمكنتا من تجاوزها اعتمادا على احتياطاتها الذهبية وعلى مستعمراتها، لكن الدول الديكتاتورية كألمانيا وإيطاليا واليابان بحثت عن حلول للأزمة بإتباع أسلوب التوسع الامبريالي في مناطق لا تريد الدول الأولى التنازل عن نصيب منها، مما أدى إلى توثر في العلاقات الدولية وإضعاف الأنظمة البرلمانية الديمقراطية.
ــ فشل عصبة الأمم: عجزت هيئة الأمم عن فرض المهمة التي أنشئت من أجلها، وهي ضمان السلم العالمي وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية، واتضح ذلك بعد مهاجمة ألمانيا واليابان للدول المجاورة، واحتلال إيطاليا لأثيوبيا.
ــ الأزمة البولونية: شكل هجوم ألمانيا على بولونيا في إطار بحث هتلر عن توسيع مجاله الحيوي وتأمين حدوده في وجه المد الشيوعي سببا مباشرا في اندلاع الحرب العالمية الثانية التي اتسع نطاقها بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي والمستعمرات غمارها.
            2 – مراحل الحرب:
مرت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين أساسيتين:
امتدت المرحلة الأولى من 1939 إلى سنة 1942، وكانت لصالح دول المحور، وقد بدأت بغزو ألمانيا لبولونيا والسيطرة على حوض البحر المتوسط ومعظم الدول الأوربية والشروع في غزو الاتحاد السوفياتي سنة 1941، كما لجأت اليابان على تدمير أهم قاعدة أمريكية في المحيط الهادي "بيرل هاربور" 1942.
تمتد المرحلة الثانية من 1942 إلى 1945، وتبدأ بدخول الولايات المتحدة الحرب، حيث انقلبت موازين القوى لصالح الحلفاء، فانهزمت ألمانيا في معركة ستالينغراد واستسلمت سنة 1945، ثم إيطاليا وكذلك اليابان بعد ضربها بالقنبلة الذرية (مدينتي ناكازاكي وهيروشيما).
ІІ – خلفت الحرب نتائج بشرية ومادية وسياسية:
            1 ـ الخسائر البشرية والمادية:
بشريا:  خلفت الحرب أعدادا كبيرة من القتلى مدنيين وعسكريين (أزيد من 50 مليون) بسبب استعمال أسلحة متطورة، وقد كانت لذلك عواقب ديمغرافية كارتفاع الوفيات وقلة الولادات واختلال هرم الأعمار ونقص اليد العاملة.
ماديا: دمرت الحرب البنيات الاقتصادية والاجتماعية مدنا بكاملها بالإضافة إلى الأراضي الفلاحية وطرق المواصلات، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الفلاحي بما يفوق الثلث والصناعي ب 50 % وارتفاع الأسعار والضرائب وتراجع الدور الاقتصادي لأوربا وتزايد مكانة الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبحت أكبر قوة اقتصادية عالمية.
2 ـ النتائج السياسية:
أدت الحرب العالمية الثانية إلى تغيير موازين القوى على الصعيد العالمي، حيث عقد الحلفاء عدة مؤتمرات فرضوا خلالها مجموعة من المعاهدات على الدول المنهزمة (باستثناء ألمانيا المنقسمة)، كما أن مؤتمر يالطا لسنة 1945 وضع خريطة العالم لما بعد الحرب.
انقسمت القارة الأوربية إلى قسمين:
أوربا غربية رأسمالية ليبرالية، تدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية.
أوربا شرقية شيوعية تابعة للاتحاد السوفياتي.
من أجل تجاوز مخلفات الحرب، والحفاظ على السلم العالمي أنشأت الدول العظمى «منظمة الأمم المتحدة» التي تشكلت من عدة أجهزة كمجلس الأمن والجمعية العمومية...
خاتمـة : 
تعد الحرب العالمية الثانية مرحلة مهمة في تاريخ العالم الذي لازال يعيش بعض مخلفاتها.
**************************************************************
8- نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري
مقدمـة :
فُرضت على المغرب سنة 1912 حماية فرنسية وإسبانية ووصاية دولية، استغلت المغرب اقتصاديا وأثرت فيه اجتماعيا وثقافيا.
                                            - فما هي الظروف التي أدت إلى فرض الحماية على المغرب؟       
                                           - و ما هي مراحل احتلال البلاد، والمقاومة التي واجهته؟
                            
              - وما انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المغرب؟
I ـ ظروف فرض الحماية الأجنبية على المغرب وأسسها:
1- مهدت عدة ظروف لفرض الحماية على المغرب:
 تعرض المغرب للضغوط الاستعمارية الأوربية منذ مطلع القرن 19م، حيث قامت الدول المتنافسة عليه بتوقيع
 مجموعة من الاتفاقيات أدت إلى سقوطه تحت الحماية الفرنسية والإسبانية، في وقت كانت فيه البلاد تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية (الديون الخارجية، ارتفاع الأسعار، توالي سنوات الجفاف، ثورات القبائل...).
 نص عقد معاهدة الحماية المفروضة على المغرب يوم 30 مارس 1912 على تقسيم التراب الوطني على فرنسا وإسبانيا وفرض وصاية دولية على مدينة طنجة، وعلى إقامة إدارة استعمارية غير مباشرة تحافظ نظريا على المؤسسات المخزنية التقليدية وتقوم بإصلاحات شاملة تحت إشراف مقيم عام، عكس ذلك استحوذت سلطات الاستعمار على السلطة الحقيقية وشرعت في وضع مخططات لاستغلال خيرات البلاد.
2        – أسس الحماية الأجنبية على المغرب:
 القوة العسكرية: استعملت فرنسا وإسبانيا قوتهما العسكرية المتفوقة للاحتلال التدريجي للبلاد والقضاء على المقاومة المسلحة مع محاولة استمالة الزعماء المحليين.
التنظيمات الإدارية: إلى جانب الإدارة المحلية التقليدية (السلطان، الصدر الأعظم، الباشوات...) أقامت سلطات الحماية إدارة فرنسية يمثلها المقيم العام والمراقبين المدنيين، كذلك أقامت إسبانيا بالشمال إدارة لتسيير مناطق نفوذها، في حين عاشت مدينة طنجة في إطار وضع دولي، وقد كانت الإدارة الاستعمارية هي المسير الفعلي لشؤون البلاد بعد تهميش كلي للإدارة المخزنية.
الأسس المالية: تدفقت على المغرب استثمارات مالية أوربية لإقامة مشاريع استعمارية تمهد لنهب خيراته الوطنية في إطار استثمارات عمومية وشركات وأبناك خاصة.
التجهيزات الأساسية: وضعت سلطات الحماية التجهيزات الضرورية لتسهيل تنقل جنودها واستغلال ثروات البلاد لتصديرها للخارج حيث أقمت الطرق وأنشأت القناطر وبنت السدود والموانئ...
ІІ   مراحل الاحتلال العسكري للمغرب والمقاومة المسلحة:
1ـ الاحتلال العسكري:
خضع المغرب لاحتلال عسكري ما بين سنتي 1912 و 1934م، وقد استطاعت القوات الاستعمارية فرض سيطرتها على كامل التراب الوطني عبر مراحل نظرا لشدة لعنف المقاومة المسلحة التي ظهرت بمختلف مناطق البلاد.
1912: تم احتلال الدار البيضاء ووجدة والرباط وفاس.
1912 - 1914: سيطرت القوات الفرنسية على وسط البلاد (تازة مراكش...)
1914- 1920: احتلال مناطق الأطلس المتوسط.
1922- 1934: احتلت إسبانيا مناطق بأقصى الشمال والجنوب.
2 ـ واجه المغاربة الاحتلال الفرنسي- الإسباني:
تصدى المغاربة للغزو العسكري الأوربي للبلاد، حيث شملت المقاومة المسلحة معظم المناطق، ففي الأطلس المتوسط استمرت المقاومة 18 سنة بزعامة موحا أوحمو الزياني الذي كبد القوات الفرنسية خسائر كبيرة في معركة الهري سنة 1934. أما بالجنوب فقد قاد أحمد الهيبة المقاومة إلا أنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912، في حين كبد عسو أوبسلام القوات الفرنسية خسائر باهضة في معركة بوغافر سنة 1933 بالأطلس الصغير.
تزعم ثورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي ألحق هزيمة كبرى بالقوات الإسبانية في معركة أنوال سنة 1924، واسترجع كل المناطق المحتلة شرق الريف، إلا أن التعاون الفرنسي الإسباني واستخدام أسلحة متطورة أجبرته على الاستسلام سنة 1926.
ІІI ـ أشكال الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغرب:
1- تعددت أشكال الاستغلال الاستعماري:
تنوع الاستغلال الاستعماري للمغربي ما بين:
-        استغلال مالي: تجسد في إنشاء فروع لشركات مالية وأبناك أجنبية، اعتبرت أداة للسيطرة الرأسمالية الأوربية على اقتصاد البلاد.
-        استغلال فلاحي: عملت فرنسا على انتزاع ملكية الأراضي الفلاحية وإقامة استيطان فلاحي رسمي وخاص بتوسيع الزراعات العصرية وإعطاء أهمية للمنتوجات التسويقية.
-        الاستغلال المنجمي: احتكرت الشركات الأجنبية استخراج المعادن (أهمها الفوسفاط)، واستغلت المناجم لتموين الصناعات الأوربية، حيث حققت موارد مالية مهمة.
-        الاستغلال التجاري: عانى الميزان التجاري المغربي من عجز دائم بسبب تفوق قيمة الواردات عن قيمة الصادرات، وتحول البلاد لسوق لترويج البضائع الفرنسية، مما كرس تبعية المغرب للخارج.
2 ـ انعكاسات الاستغلال الاستعماري:
أثر الاستغلال الاستعماري لاقتصاد المغرب على الصناعة التقليدية التي عانت من منافسة المنتوجات الأوربية المصنعة، مما أدى إلى إفلاس أعداد كبيرة من الحرفيين الذين تحولوا إلى يد عاملة رخيصة لدى الرأسمال الأجنبي.
تدهورت أوضاع الفلاحين الذين فقدوا أراضيهم، فتحولوا إلى الاشتغال بضيعات المعمرين، كما أضرت الفلاحية العصرية الاستعمارية بالفلاحة المعيشية الممارسة بالبوادي من طرف معظم الفلاحين.
عانى التجار المغاربة أيضا من المنافسة الأجنبية والاحتكارات الرأسمالية وثقل الضرائب، وكل هذا أدى إلى انتشار الفوارق الطبقية وازدياد الهجرة القروية.
خاتمـة : 
أدى الاستغلال الاستعماري إلى إضعاف المغرب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مما أدى إلى نمو شعور وطني  ساهم في بلورة حركة وطنية مناهضة للاستعمار.
*********************************************************
9- نضال المغرب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
مقدمـة :
   بعد القضاء على المقاومة المسلحة المغربية، نشأت حركة سياسية تطالب بالإصلاحات تطورت إلى المطالبة بالاستقلال واستكملت الوحدة الترابية للمملكة.
                        - فما هي التطورات التي شهدتها الحركة الوطنية؟       
                       - و ما هي مراحل استكمال الوحدة الترابية للمغرب؟
   I ـ تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:
           1- الحركة الوطنية والمطالبة بالإصلاحات:
   كان إصدار سلطات الحماية الفرنسية "للظهير البربري" يوم 16 ماي 1930 بمثابة انطلاقة لمقاومة وطنية سلمية تمثلت في تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية المنددة بالاستعمار، مما بلور حركة وطنية في المدن الكبرى تزعمها شباب عملوا على إصدار منابر إعلامية لنشر روح المقاومة بمناطق النفوذ الفرنسي والإسباني. ظهرت عدة أحزاب سياسية مغربية تطالب بالإصلاحات مثل "كتلة العمل الوطني" التي قدمت برنامجا إصلاحيا سنة 1934 لسلطات الحماية طالبت فيه بإصلاح الأوضاع الإدارية والاقتصادية والاجتماعية، كما أن حزب الإصلاح الوطني وجزب الوحدة المغربية ناضلا بالشمال ضد الإسبان لتحسين أوضاع المغاربة.
استعملت الحركة الوطنية كل الوسائل المشروعة للدفاع عن مواقفها ومواجهة السياسة الاستعمارية، كإصدار الصحف وإنشاء المدارس والمعاهد التربوية والاهتمام باللغة العربية والثقافة الإسلامية مع الدعوة إلى مقاطعة  المنتوجات الاستعمارية، كما تمت الدعوة للاحتفال بعيد العرش لأول مرة سنة 
1933 لإظهار تمسك المغاربة بالمؤسسة الشرعية للسلطان.
            2 - الحركة الوطنية والمطالبة بالاستقلال:
أدت ظروف انتهاء الحرب العالمية الثانية وإصدار "الميثاق الأطلسي" (1941) الذي نص على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، بالإضافة إلى عقد "لقاء آنفا" (يناير 1943) بالمغرب واللقاء بين الرئيس الأمريكي روزفلت والسلطان محمد الخامس الذي عكس الدعم الأمريكي للقضية المغربية إلى تقديم الحركة الوطنية مجسدة في حزب الاستقلال يوم 11 يناير 1944 لوثيقة المطالبة بالاستقلال مستفيدة من نجاح الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي وآسيا.
   II ـ استقلال المغرب واستكمال الوحدة الترابية:
1- حصول المغرب على الاستقلال
:
خلفت زيارة محمد الخامس لطنجة (أبريل 1947)، التي أكد من خلالها على الوحدة الترابية للمغرب وضرورة استقلاله، بالإضافة إلى رفضه توقيع الظهائر الماسة بسيادة البلاد، انسجاما بين القصر والحركة الوطنية مما دفع سلطات الحماية الفرنسية على نفي السلطان يوم 20 غشت 1953.
 رد الوطنيون على نفي لسلطان محمد الخامس وتعيين محمد بن عرفة مكانه بإعلان ثورة الملك والشعب، فانطلقت المظاهرات ونظمت الخلايا السرية للمقاومة المسلحة بكل مناطق البلاد، فأدى الكفاح المسلح والنضال السياسي والعمل النقابي إلى جلوس الإدارة الفرنسية للتفاوض مع الحركة الوطنية التي توجت بعودة محمد الخامس من المنفى (1955) وحصول المغرب على استقلاله (1956) ووضع حد لنظام الحماية.
            2- استكمال الوحدة الترابية:
 بعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956، شرع تدريجيا في استكمال وحدته الترابية باستخدام أساليب سلمية ومقاومة شعبية، وقد تم له استرجاع معظم المناطق المحتلة عبر مراحل:
à    1957: انطلاق مفاوضات استُرجعت من خلالها مدينة طنجة، عبر إنهاء الوضع الدولي الذي كان سائدا بها.
à    أبريل 1958: استرجاع مدينة طرفاية بعد مفاوضات مغربية – إسبانية إثر انتفاضة قبائل آيت باعمران.
à    مارس 1969: نظمت مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة بين المغرب وإسبانيا، تم  من خلالها استرجاع مدينة سيدي إيفني.
à    نونبر 1975: تنظيم المسيرة الخضراء واسترجاع منطقة الساقية الحمراء.
à    غشت 1979: استرجاع منطقة وادي الذهب، بعد تقديم البيعة من طرف وفد صحراوي يمثل سكان المنطقة.

خاتمـة: 
  شكلت مرحلة النضال المسلح السياسي منعطفا في تاريخ المغرب، إذ تمكن في الأخير من تحقيق استقلاله واستكمال وحدته الترابية باسترجاع مناطقه المحتلة بشتى الطرق السلمية..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق