الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

المغرب الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية

المغرب : الإستغلال الإستعماري في عهد الحماية
مقدمة:شهد المغرب في فترة الحماية استغلالا استعماريا خلف آثارا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.فما هي آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري؟ما انعكاسات هذا الاستغلال على الاقتصاد والمجتمع المغربي؟
I- آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري بالمغرب:
1) آليات الاستغلال الاستعماري:
آليات إدارية
آليات تجهيزية
آليات مالية
آليات بشرية
آليات قانونية
تنظيم الأجهزة الإدارية مركزيا وجهويا ومحليا. •إحداث مصالح الأمن. •إحداث مؤسسات إدارية في المجال الاقتصادي.
إقامة التجهيزات: الموانئ،الطرق،السكك،
السدود، مراكز
الكهرباء.
إحداث نوعين من الرساميل:
الرساميل الخاصة: المؤسسات
البنكية والمالية والأراضي المنخفضة
الرساميل العمومية: الضرائب،
عائدات القطاع العمومي.
تشجيع هجرة
الأوروبيين وخاصة الفرنسيين.
وضع قوانين لتسهيل السيطرة على الأراضي وتحويل ملكيتها
إلى المعمرين.
وضع قوانين في الميدان المنجمي.
2) مظاهر الاستغلال الاستعماري في المغرب :
- في الميدان الفلاحي:تمت السيطرة على840ألف هكتار من الأراضي الخصبة إلى حدود سنة1939بمصادرة الأراضي،واعتماد الإجراءات القانونية،وانتزعت أراضي المغاربة من طرف الدولة الفرنسية وتم توزيعها على المعمرين الفرنسيين(أراضي الاستيطان الرسمي)وقام المعمرون الأوربيون بشراء أراضي من المغاربة بطرق مختلفة(أراضي الاستيطان الخاص)وقدمت إدارة الحماية الدعم المادي (القروض) والتقني والعلمي للمعمرين وثم توسيع مجال الزراعة المسقية.
- في الميدان المنجمي والصناعي:احتكرت شركات أجنبية عملية التنقيب عن المعادن و الطاقة(فحم حجري،كوبالت،الفوسفاط منذ سنة 1912والمنغنيز..)وتضاعف الإنتاج الذي استفادت منه فرنسا،وركز الاستعمار على الصناعة الاستهلاكية وخاصة الغذائية،وتمركز الإنتاج بالدار البيضاء،التي عرفت بعد الحرب العالمية II تواجدا مكثفا للرساميل الأجنبية،للاستفادة من توفر المواد الأولية واليد العاملة الرخيصة.
- في الميدان التجاري:كانت التجارة الخارجية تحت السيطرة الفرنسية والإسبانية.تكونت صادرات المغرب من المواد الفلاحية والمواد الأولية،ووارداته من المواد الصناعية مثلا بعض المواد الغذائية،المنسوجات،الآلات،السيارات...وتزايد عجز الميزان التجاري بسبب ارتفاع قيمة الواردات بالنسبة لقيمة الصادرات(1956-1954) قيمة الصادرات108,3مليار فرنك، قيمة الواردات161,2مليار فرنك.
II- آثار الاستغلال الاستعماري على المجتمع والاقتصاد المغربي:
1) آثار الاستغلال الاستعماري على الاقتصاد المغربي:
- في الميدان الفلاحي:انتقلت ملكية الأراضي إلى المعمرين الأوروبيين وظهرت الملكيات الكبرى وتزايد الاهتمام بزراعة المنتجات التسويقية.
- في الميدان الصناعي:أهملت سلطات الحماية الحرف التقليدية بسبب غزو منتجات الصناعة الحديثة في الأسواق المغربية،وتم استنزاف الثروات الطبيعية.
- في الميدان التجاري:ارتبط المغرب تجاريا بفرنسا وإسبانيا.
2) آثار الاستغلال الاستعماري على المجتمع المغربي:
-
تدهور وضعية الفلاحين والحرفيين والتجار المغاربة،وتزايد حدة الفقر بسبب كثرة الضرائب،وارتفاع الأسعار،وتفاقم الفوارق الاجتماعية بين المغاربة والأوربيين.
-
اهتمام سلطات الحماية ببعض المجالات الاجتماعية مثل المجال الصحي لتفادي انتشار الأمراض والأوبئة التي قد تصيب المستوطنين، ومجال التعليم بإحداث مؤسسات تعليمية للتلاميذ الأوروبيين.
-
تزايد الهجرة القروية نحو المدن ونتج عن ذلك تفاقم المشاكل الاجتماعية بالمدن المغربية و"خاصة الدار البيضاء" وظهور أحياء الصفيح (باشكو،كريان سنطرال،ابن امسيك).
خاتمة:قامت سلطات الحماية باستغلال المغرب في المجال الاقتصادي معتمدة على آليات مختلفة.ونتج عن ذلك حدوث تحول عميق في الميدان الفلاحي والصناعي والتجاري وفي المجتمع المغربي

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل

الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل

التعريف
مظاهر الاندماج
عوامل الاندماج
حصيلة الاندماج
تحديات الاتحاد الأوربي
الاتحاد الأوربي هو أحد التكتلات الكبرى في العالم ، تأسس سنة  1992 بموجب معاهدة ماستريخت بهدف خلق اندماج شامل في جميع المجالات بين الدول الأعضاء حيث يضم 27 دولة أوربية.
وقد مر الاتحاد الأوربي بمجموعة من المراحل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث تم تأسيس
مجموعة البينيلوكس BENELUX
المجموعة الأوربية للفحم والصلب1951
المجموعة الأوربية للطاقة النووية
المجموعة الاقتصادية الأوربية 1957
ثم الاتحاد الأوربي.1992
مظاهر الاندماج المجالي يتجلى في
توسع الاتحاد الأوربي بانضمام عدد من الدول الأوربية والتي وصلت حاليا إلى 27 دولة و كذا إلغاء الحدود بين بعض الدول الأعضاء بموجب معاهدة شينغن

مظاهر الاندماج الاقتصادي والمالي تتجلى في:
إلغاء الحواجز والرسوم الجمركية    وتحقيق حرية مرور اليد العاملة واعتماد سياسة فلاحية موحدة
بالإضافة إلى إقامة مشاريع صناعية مشتركة  كالتعاون في مجال صناعة الطائرات كمشروع إيرباص  و الصناعات الفضائية كمشروع أريان ووضع تدابير تجارية موحدة
إلى جانب وضع نظام نقدي أوربي  والعمل بعملة موحدة ( الأورو) من طرف معظم دول الاتحاد

استفاد الاتحاد الأوربي في تكتله من تضافر عدة عوامل ك :
العوامل التاريخية : التاريخ المشترك والرغبة في تجاوز الوضعية الاقتصادية الصعبة التي عاشتها أوربا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.

العوامل الجغرافية : الانتماء لقارة واحدة + المؤهلات الطبيعية المتكاملة + الاستفادة من السوق الموحدة والموسعة

العوامل التنظيمية : فعالية مؤسسات الاتحاد + اتفاقيات التعاون بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات + السياسات المشتركة التي يعتمدها ( فلاحية – صناعية – نقدية ...)
ساهم الاتحاد بين الدول الأوربية في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي + تنشيط الدينامية التجارية + ارتفاع مؤشرات التنمية البشرية + إشاعة ثقافة التعاون والسلم والإحساس بالاستقرار والأمن مع وجود تفاوت في ذلك بين الدول الأعضاء

يعاني الاتحاد الأوربي من مجموعة من التحديات أهمها :
التباينات الاقتصادية بين الدول الأعضاء
ضعف بعض القطاعات الاقتصادية كقطاع المعلوميات 
التباينات الاقتصادية والمجالية
تباين مستويات التنمية البشرية 
التبعية على مستوى التزود بالطاقة
عدم تعميم العمل بالوحدة النقدية
ارتفاع ظاهرة الهجرة غير الشرعية 
تقلص نسبة الساكنة النشيطة وارتفاع نسبة الشيخوخة
تفاوت التنمية الاقتصادية بين الدول الأعضاء

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

المغرب تحت نظام الحماية






المغرب تحت نظام الحماية
مقدمة:يوم 30مارس1912تم فرض الحماية الفرنسية على المغرب.فما هو السياق التاريخي لهذا الحدث؟وما الأسس والأجهزة التي ارتكز عليها نظام الحماية؟وما رد فعل المغاربة تجاه نظام الحماية؟وما العوامل المفسرة لتوقف المقاومة المسلحة بالمغرب؟
I- السياق التاريخي لفرض نظام الحماية على المغرب:
1) السياق التاريخي الدولي لفرض نظام الحماية على المغرب:
-
اعتبر المغرب مجالا للتنافس الاستعماري بين فرنسا،إسبانيا،إنجلترا،ألمانيا وإيطاليا لتوفير سوق لمنتجاتها والسيطرة على ثروات المغرب،ومبررين ذلك بعجز المغرب عن تسديد الديون ولمساعدته لإنجاز الإصلاحات،وسينتهي هذا التنافس بانفراد فرنسا وإسبانيا بالمغرب بعد عقد عدد من الاتفاقيات.
2) السياق التاريخي الداخلي لفرض نظام الحماية على المغرب:
- عهد المولى عبد العزيز:شهد المغرب•تأزم الأوضاع السياسية:-ضعف السلطان.-تمرد الريسوني الذي قام باختطاف الأجانب وعينه المولى عبد الحفيظ عاملا على إقليم الفحص.-تمرد بوحمارة الذي اعتبر نفسه الأصلح لحكم المغرب،فسيطر على المناطق الشرقية والشمالية ما بين1902و1909.•تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية:-انتشار الجراد.-حدوث المجاعة.-تزايد حجم القروض الأوربية.
- عهد المولى عبد الحفيظ:تولى الحكم بعد عزل المولى عبد العزيز وبويع بيعة مشروطة،غير أنه لم يتمكن من مواجهة الضغوط الأجنبية.وتم في عهده توقيع معاهدة الحماية في30مارس1912.
3) بعض بنود معاهدة الحماية:
-
فرضت فرنسا معاهدة الحماية على المغرب التي تم توقيعها يوم30مارس1912من طرف رينو سفير فرنسا والسلطان المولى عبد الحفيظ.وتضمنت بنود المعاهدة في•الفصل1:إنشاء نظام جديد يسمح بإحداث إصلاحات ترى الحكومة الفرنسية فائدة في إدخالها للتراب المغربي.•الفصل2:الشروع في الاحتلال العسكري لاستتباب السكينة.•الفصل5:تعيين فرنسا لمقيم عام له كامل الصلاحيات.
II- أسس وأجهزة نظام الحماية بالمغرب وآلياته:
1) السياق التاريخي لمؤامرة تقسيم المغرب:
-
ورد في الاتفاق الودي الفرنسي الإنجليزي1904ضرورة إشراك إسبانيا في فرض نفوذها على المغرب،ولذلك عقد اتفاق فرنسي إسباني في أكتوبر1904يقسم المغرب إلى منطقة نفوذ إسباني(في الشمال والمناطق الجنوبية)ومنطقة النفوذ الفرنسي(في الوسط)،وتم في نونبر 1912اتفاق فرنسي إسباني لتحديد مناطق النفوذ بين الدولتين ومنطقة طنجة الدولية،والتي تم تحديد طرق تسييرها سنة1923.
2) الأجهزة السياسية والإدارية للمغرب في منطقة النفوذ الفرنسي:
-
فرضت فرنسا على المغرب نظام الحماية،وعينت الجنرال ليوطي أول مقيم عام بالمغرب(1912-1925)والذي يرجع له الفضل في توطيد دعائم الحماية الفرنسية بالمغرب،بإحداث إدارة مركزية وجهوية ومحلية استعمارية تتحكم في كافة السلطات والاستعانة بالقياد والباشوات.وترك للسلطان سلطات محدودة(دوره الديني وتوقيع الظهائر).وبعد استقالة ليوطي سنة1922تحول نظام الحماية إلى إدارة مباشرة وتوسعت سلطات المقيم العام.
3) أجهزة الحماية الإسبانية بالمغرب ونظام الحماية بالمغرب:
- المنطقة الإسبانية:عينت إسبانيا مندوبا ساميا للإشراف على تسيير شؤون المنطقة الشمالية(الخليفية)،وكان الخليفة هو الذي يمثل السلطان في المنطقة وعاصمتها تطوان.
- منطقة طنجة الدولية:تميزت طنجة قبل توقيع معاهدة الحماية بوضعها الديبلوماسي الخاص،وكذلك أقر مؤتمر الجزيرة الخضراء1906 وضع نظام خاص لمدينة طنجة،وكان لإنجلترا دور في إقرار نظام دولي لطنجة في مؤتمر باريس1923حيث يتم تسييرها من طرف سبع دول(لجنة مراقبة،مدير من الدول السبع له سلطة تنفيذية،مجلس تشريعي...).ويمثل السلطان المندوب.
III- دور المقاومة المسلحة في مواجهة الاستعمار:
2) بعض أشكال المقاومة المسلحة(1912-1934):
الزعماء وأهم المعارك
القبائل المقاومة
- أحمد الهيبة(1976-1919)بدأ الجهاد في ماي1912،توجه إلى مراكش،انهزم أمام القوات الفرنسية في سيدي بوعثمان واصل مقاومته إلى غاية وفاته.
- مربيه ربه سيواصل المقاومة بعد وفاة أحمد الهيبة إلى غاية1934،خاض مع الاستعمار معارك عديدة.
قبائل الجنوب
والصحراء
- موحى أوحمو الزياني(1877-1921)قائد قبائل الزيان،تزعم المقاومة بالأطلس المتوسط وهزم الفرنسيين في معركة لهري بعد حصارهم في13نونبر1914.
قبائل الأطلس
المتوسط
- محمد أمزيان(1860-1912)قاوم الاحتلال الإسباني وألحق بهم هزائم عديدة.
- محمد بن عبد الكريم الخطابي(1932-1962)تزعم المقاومة بالريف وهزم الإسبان في معركة أنوال يوم21 يوليوز 1921.استسلم بعد تحالف القوات الإسبانية والفرنسية سنة1926،ونفي إلى جزيرة لارينيون ثم لجأ لمصر سنة1947.
قبائل جبالة
والريف
- عسو أوبسلام(1890-1963)تزعم المقاومة المسلحة ووحد قبائل صاغرو،انتصر على الفرنسيين في معركة بوغافر سنة1933،استسلم في مارس1933.
قبائل الأطلس
الكبير والصغير



3) بعض العوامل المفسرة لتوقف المقاومة المسلحة:
- اعتماد القبائل المقاومة وزعماء المقاومة على أسلحة بسيطة وعلى جنود يفتقد معظمهم إلى الخبرة العسكرية.
- توفر الاحتلال على جيش نظامي وأسلحة حديثة.
- استعانة الاستعمار ببعض القبائل المغربية لمواجهة المقاومين.
- استخدام الاستعمار وخاصة في حرب الريف الغازات السامة.
خاتمة:تعرض المغرب للاستعمار بعد توقيع معاهدة الحماية، وشهدت البلاد مقاومة مسلحة استمرت إلى غاية1934،ووضع الاستعمار أجهزة إدارية لتسهيل عملية الاستغلال بالمغرب