الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

الوحدة 4: التهيئة الحضرية والريفية

تعاني المدن والأرياف المغربية من أزمة حادة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وحتى البيئية، مما يفرض التدخل لمعالجتها وتحسين أوضاعها.
-     ما مظاهر أزمة المدن والأرياف بالمغرب؟ وما عواملها؟
         I.            أزمة المدينة المغربية: مظاهرها وعواملها  وبعض لأشكال التدخل لحلها:
1.       تشخيص مظاهر أزمة المدينة وتفسيرها:

- في المجال الاقتصادي: تفتقر المدن إلى مؤسسات اقتصادية كبرى محركة للاقتصاد، مما يدفع ساكنتها إلى ممارسة أنشطة غير مهيكلة لا تسمح بالرفع من الدخل الفردي.
- في المجال الاجتماعي: تنعكس المشاكل الاقتصادية على المستوى الاجتماعي، فقلة فرص الشغل تؤدي إلى انتشار البطالة (16%) وتفشي الفقر، مما يساعد على تكاثر أحياء الصفيح والبناء العشوائي، وبالتالي انتشار مظاهر الإقصاء الاجتماعي (الأمية، أطفال الشوارع)    
- في المجال البيئي: تعاني المدن المغربية من عدة مشاكل بيئية، أهمها: مشكل التلوث الهوائي خصوصا بالمدن الكبرى، ومشكل جمع النفايات ومعالجتها، بالإضافة إلى قلة المساحات الخضراء وغياب التناسق العمراني.
- في مجال التجهيزات: يتوفر الوسط الحضري على تجهيزات أساسية (طرق وتطهير...) ومرافق عمومية (متشفيات ومدارس...)، لكنها لا تغطي حاجيات السكان الحضريين لعدم كفايتها وضعفها. كما تعيش المدن الكبرى أزمة النقل بسبب قدم الحافلات وغياب شروط الراحة بها وازدحام حركة المرور
يمكن تفسير أزمة المدينة بالعوامل التالية:
 - العامل الديمغرافي: ارتفعت نسبة الساكنة الحضرية بالمغرب خلال القرن 20 بشكل سريع بفعل التزايد الطبيعي والهجرة القروية، علاوة على توسيع رقعة المجالات الحضرية على حساب الأراضي الزراعية وظهور مراكز حضرية جديدة كانت في الأصل مراكز قروية. فقد انتقلت نسبة السكان الحضريين بالمغرب من 5 % سنة 1900 إلى 60% سنة 2014.
 - العامل التنظيمي: يرتبط بعدم مواكبة التجهيزات والمرافق العمومية المنجزة للنمو الديمغرفي بالمدن بسبب ضعف تطبيق التدابير المتعلقة بتنظيم التوسع الحضري. كما يرتبط بعدم ضبط المجال المعماري مما يترتب عنه غياب الجمالية في النسيج العمراني.
2.   بعض أشكال التدخل لحل أزمة المدن في المغرب
تتدخل الدولة للتخفيف من أزمة المدينة باتخاذ تدابير مختلفة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي:
-     اقتصاديا: عملت الدولة على تشجيع الأنشطة الاقتصادية الموفرة للدخل ولفرص الشغل وتشجيع الاستثمارات الخاصة والمقاولات الصغرى والمتوسطة خصوصا بالنسبة للشباب من حاملي الشهادات.
-     اجتماعيا: أطلقت الدولة جملة من البرامج الاجتماعية التي تستهدف محاربة الفقر كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، والبرنامج النموذجي لمحاربة الفقر في الأوساط الحضرية و شبه الحضرية الذي تبنى مقاربة تشاركية ترمي تحسين نمط عيش السكان الحضريين في الأحياء الفقيرة، وكذا برامج محاربة السكن غير اللائق كبرنامج مدن بدون صفيح (2004 - 2010) لمحاربة أحياء الصفيح وبرامج السكن الاجتماعي لبناء 200 ألف وحدة سكنية سنويا.
         I.            أزمة الأرياف المغربية: مظاهرها وعواملها وبعض لأشكال التدخل لحلها:
1.       تشخيص مظاهر أزمة الأرياف المغربية وتفسيرها

- في المجال الاقتصادي: -  تعرض الموارد الطبيعية (غابة، ماء،...) للضغط البشري وانعكاسات ذلك على نوعيتها
-  يتميز القطاع الفلاحي بضعف مردوديته وعدم تحقيقه للاكتفاء الذاتي خصوصا في المناطق
البورية، كما تنعدم الأنشطة الاقتصادية الأخرى، مما يؤدي إلى تدني الدخل الفردي لدى أغلب   سكان الأرياف.
 - في المجال الاجتماعي: تعاني ساكنة الأرياف المغربية من ارتفاع نسبة الفقر والأمية التي تفوق 60% خصوصا في الجبال والواحات، وتزايد البطالة، واستفحال ظاهرة الهجرة نحو المدن.
 - في مجال التجهيزات: تعرفت الأرياف المغربية عزلة تامة فهي تعيش تأخر تاما حيث لم تتعدى عدد الأسر المزودة بالكهرباء 14% وبالماء الشروب 4% سنة 1996 كما تعرف الطرق القروية وضعية مزرية، غير أن هذه الوضعية بدأت في التغير منذ السنوات الأخيرة.
وتفسر أزمة الأرياف بعدة أسباب منها: -  سوء التدبير الذي يحول دون أن يواكب المجهودات المبذولة من أجل تحديث البادية المغربية تحسن في مستوى التنمية البشرية الذي يظل بطيئا جدا.
-   تهميش الأرياف مقابل الاهتمام بتجهيز المدن.
-   نقص الإمكانات والتجهيزات التحتية.
-    توالي سنوات الجفاف منذ نهاية ثمانينات القرن 20.
2.       بعض أشكال التدخل لمعالجة أزمة الأرياف المغربية:
اهتم المغرب بتهيئة المجال الريفي  منذ الستينات باتخاذ إجراءات وتدابير قانونية كإعادة النظر في ميثاق الاستثمار الفلاحي أو تدابير تقنية، مثل: بناء السدود وإصدار تصاميم التهيئة الريفية، وتتجلى أهمية هذه التهيئة في تنمية الأرياف من خلال خلق توزيع أفضل لمختلف التجهيزات اللازمة لتلبية حاجات السكان وكذا الحد من الفوارق بين المدن والأرياف.
   كما خصصت برامج كبرى لتهيئة الأرياف المغربية وتنميتها اقتصاديا واجتماعيا، من هذه البرامج:
-  إستراتيجية 2020 للتنمية القروية سنة1999 بهدف النهوض بالمناطق الأكثر فقرا والمهمشة، من خلال تطوير القطاع الفلاحي وتنويع مصادر دخل السكان وتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات العمومية الأساسية بالأرياف..
-   برنامج الكهربة الشاملة للعالم القروي
-   برنامج تعميم الماء الصالح للشرب
-   البرنامج الوطني للطرق القروية لفك العزلة عن الأرياف
خاتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة تعرف المدينة والأرياف بالمغرب مشاكل عديدة تعمل الدولة على إيجاد حلول لها وفق مقاربة تشاركية في إطار التهيئة المجالية وسياسة إعداد التراب الوطني، ورغم هذه الجهود فإن معالجة أزمة المدينة بالمغرب لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق تجهيز الأرياف؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق